تقرير2017

لمسات أولى تونس من 17 إلى 21 مارس –

التمويل والإعداد والتنظيم

لا بد أولا من الإشارة إلى أنه خلافا لدورة السنة الفارطة التي نظمناها بوسائل محدودة جدا لعدم توفر الإمكانيات، لقد حظينا هذه السنة بدعم في غاية من الاهمية من لدن مؤسسة آفاق التي رافقتنا في الدورات اللاحقة للمسات أولى، وكما يجب التنويه ايضا بالمركز الثقافي الفرنسي الذي ضاعف مساهمته دون نسيان شريكنا الرئيسي جمعية نشاز الذي كانت اعانته المالية واللوجستية والبشرية حاسمة . أما في خصوص الفنون للتوزيع وهكا للتوزيع فكانا، كما في السنة الماضية، في الموعد. كان دعمهم لنا ثمينا جدا.

البرمجة

مرة أخرى اختارت الجمعية أفلاما لسينمائيين شبان، أفلاما أولى، قيمتها تكمن بالأساس في التقاء مواضيعها بطريقة اخراجها، تم اختيارها دون اعتبار قيمتها التجارية اعتبارا مسبقا. كان معيارنا الرئيسي في هذا الاختيار صلابة ووجاهة الإقتراح فنيا وسياسيا. إن ما يجمع هذه الأعمال هومسألة الفضاء كمساحة للمضامين وحقل للتعبير. 14 عمل لم نسعى لم نسع في اختيارهم قسرا إلى تمثيلية جيو سياسية، قدموا من المتوسط مع فلتة سويسرية مدغشقرية (شريط نيرين) كما لم نفرض على انفسنا اي مناصفة مصطنعة.

كان هاجسنا الأول تجانس البرمجة بعيدا عن أي شكل من أشكال الاستفاظة ولم نسع كذلك إلى عرض افلام لم يشاهدها الجمهور التونسي من قبل ولكن تركز إهتمامنا على أعمال متميزة تتماشى مع تصورنا للسينما. وهذا لم يمنعنا من اقتراح افلام جديدة لم يشاهدها الجمهور التونسي كالليل والفتي والنسور الصغيرة ونحو المحبة وفطيمة وبروق ونيرين. وذلك لم يمنعنا أيضا من عرض آخر واحد فينا للمرة الأولى بعد عرضه في ايام قرطاج السينمائية. كما لم يذهب اختيارنا بالضرورة نحو الاعمال المتحصلة على جوائز في المهرجانات وان كان نحو المحبة قد نال اسكار الفلم القصير في فرنسا ولكن حصل ذلك بعد اختيارنا للفيلم ونحن سعداء بذلك

عرض « بزناس كالعادة » بالمركز الثقافي الفرنسي

اخترنا ثلاث قاعات للعرض، الأولى قاعة الريو وتقع وسط المدينة لصاحبها وصديقنا حبيب بالهادي وهو شريك وفي والثانية سيني ماداروتقع بقرطاج، يسيرها قيس زايدي وأمل سعد الله وهما أيضا شريكان مقربان والثالثة قاعة المركز الثقافي الفرنسي حيث عرضنا شريطا لتلامذة معهد مانديس فرانس والتي احتضنت المائدة المستديرة. عرضت حصص قاعة الريو مع الثالثة مساء وسيني مادار مع السابعة مساء

الإفتتاح بقاعة سيني مادار

كل الحصص قدمها ونشطها نقاد بحضور المخرجين فيما يتعلق بكل الافلام الطويلة وكان حرصنا كبيرا على وجود صانعي الأفلام معنا

كنا نزغب في أن يكون حضور الجمهور أكثر مما كان عليه، ولكن في كل الأحوال فاق عدد المشاهدين الخمس مائة مدة اسبوع وهو عدد مشرف نسبة لمعدل الاقبال العادي. ولا بد من الاشارة إلى أن الحضور في نقاش الافلام كان مرتفعا بالنسبة للعادة وحرصنا على ان تكون مشاركة الجمهور مشاركة فعلية وحية بعد العروض

نقاش « النسور الصغيرة » بقاعة الريو

المائدة المستديرة

سعد شكالي في مداخلة حول موقع المتفرج

كما حرصنا ايضا على تنظيم مائدة مستديرة تماما كحرصنا على النقاشات والورشات. اخترنا مسألة الفضاء كموضوع للبحث كما فرضته علينا الأعمال المبرمجة

حرر النص الطاهر الشيخاوي وتم نشره في جميع وسائل التواصل التي استعملناها حتى نقترب من أكبر عدد ممكن من المشاركين

قررنا ان يكون موعد المائدة المستديرة في نهاية الفعاليات حتى يتسنى للمشاركين المساهمة الفعالة بعد مشاهدتهم الأفلام فتمت يوم 21 مارس آخر يوم في التظاهرة وذلك بالمركز الثقافي الفرنسي

وتمت في ضروف حسنة للغاية بفضل طاقم المركز الذي وفر لنا كل الوسائل المادية والتقنية . اللازمة. اما الحضورفكان أقل مما كنا ننتظر وربما يرجع الامر إلى ان يومها كان يوم راحة فكان عدد الحاضرين ثلاثين شخصا

كان عدد المتدخلين ثلاثة وهم سعد شكالي وعلي العدوي والطاهر الشيخاوي تطرق سعد شكالي الى موضوع موقع المتفرج كما ساءله سينما المؤلف من حيث ضرورة حثه على تغيير مكانه أما علي العدوي فانطلق من بعض المشاهد المأخوذة من فيلم ماء الفضة لاسامة محمد ليبين كيف يمكن للبصري ان يطغى على الصورة، وانتهى الطاهر الشيخاوي بتحليل مشهد من شريط علاء الدين سليم في علاقة بموضوع الفضاء وكيفية معالجته من طرف المخرج معالجة متماشية مع قضايا الساعة

تلت المداخلات نقاشات مفيدة مع الحاضرين وتقرر نشرها في موقع نشاز ومدونة سعد شكالي

الورشات

ورشة النقد

كان عدد المشاركين في الورشة ثمانية، كلهم طلبة قادمون بالأساس من كلية الاداب 9 افريل ومن منوبة، بعضهم كانوا شاركوا في دورة لمسات اولى 2016 كنا سعداء بالالتقاء بهم مجددا

انعقدت حصص العمل معهم بمقر جمعية مهرجان الربيع المجانبة لقاعة الريو ودامت ثلاثة أيام من الساعة التاسعة والنصف الى الواحدة بعد الزوال كل يوم، كما تقرر أن يواكبوا المائدة المستديرة في اليوم الأخير

ورشة النقد، حصة عمل بمقر جمعية مهرجان الربيع

،كانت اعمال الورشة في علاقة بالاعمال المبرمجة لذلك حرصنا على ان يشاهد المشاركون كل الافلام

كانت مقاربتنا تتمثل في الانطلاق دوما مما يشعر به المشارك من احاسيس ثم يتبادل الراي مع رفاقه لينتهي بايجاد الكلمات والعبارات والافكار المناسبة

كما عملنا على ان يشارك بعضهم في تقديم الافلام مع النقاد وان يؤمنوا الحصة التي تلت عرض افلام ورشة الإخراج

  كما تقرر نشر المقالات حال الانتهاء من انشائها

روابط المقالات

nachaz.org/blog/sortir-au-jour-le-parcours-de-souad/

nachaz.org/blog/souad-ou-lame-delivree/

ورشة الاخراج

ورشة الإخراج، حصة تصوير الشرفة

انطلقت ورشة الاخراج يوم 17وانتهت يوم 21 مارس باشراف نينا خدا ودافيد يونغ وجمال كركار وذلك بمقر جمعية نشاز.تم اختيار المشاركين اثرنداء بث عبر قنوات شبكات التواصل الاجتماعي. تقرر ان يكون موضوع الورشة المدينة والبرتري. كان عدد المشاركين في البداية ستة ثم تخلى اثنان فبقي اربعة

خصص اليوم الاول لاستيعاب معجم السينما من حيث سلم اللقطات وانواع حركة الكاميرا واشكال المونطاج ثم طلب من المشاركين التفكير في المواضيع التي تهمهم والبداية في الكتابة

في اليوم الثاني تم اختيار ثلاث مشاريع وشرع الجميع في التصور في المساء بعد التدرب على تقنيات

الآلة. تواصل التصوير مدة يومين ثم جاءت مرحلة المونطاج وتصحيح الالوان

ومثلت مرحلة المونطاج لحظة حاسمة فكل مشارك قدم نسخة اولى تمت مناقشتها فكل فيلم طرح سؤالا مختلفا تم الخوض فيه إلى ان تم الاتفاق على النسخة النهائية

تم عرض الافلام يوم 21 مارس بقاعة الريو وكما سبق دار نقاش بين المخرجين والمشاركين في ورشة النقد

 روابط أفلام ورشة الإخراج

A contre-voix(e) de Amjed Dridi

Nessim de Leila Galai et Kais Baccour

Le Balcon de Anissa Troudi

الاختتام، نقاش آخر واحد فينا مع علاء الدين سليم

اللقاءات السينمائية ببجاية في دورتها 15 من 9 إلى 15 سبتمبر 6 6 –

تفضلت جمعية بروجكتور بدعوتنا بصفتنا أرخبيل الصور للمشاركة في الدورة 15 للأيام السينمائية ببجاية التي انعقدت من 9 إلى 15 سبتمبر 2017. فمنحتنا حصة عرض كاملة وحصة لقاء صباحية « سيني كافي » واحدة من بين الحصص التي تلتئم كل يوم  بالمسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح. اخترنا أن تكون حصة العورض مخصصة لمجموعة من الأفلام القصيرة المبرمجة في لمسات أولى حتى تكون مشاركتنا أول نشاط للأرخبيل الصور في الجزائر. كان بودنا تنظيم دورة كاملة للمسات أولى  هناك على منوال الدورات التي انعقدت بتونس واسكندرية وبيروت ولكن لم يتسن لنا ذلك للعديد من الأسبات المتعلقة أساسا بالظروف العامة المؤسساتية والجمعياتية للعمل الثقافي والسينمائي بالخصوص. فاخترنا أن نبدأ من بجاية بالتعاون مع أهم لقاء سينمائي في البلاد وأقربهم في فلسفته وروحه  لفلسفة وروح لسمات أولى مع أمل الرجوع في فترة لاحقة نتمى أن تكون سنة 2018 لتنظيم لقاء أشمل وأكمل.

 كان إذا لقاؤنا الأول يوم 11 سيبتمر  بعرض ثلاثة أفلام قصيرة وهي على التوالي

 خلينا هكا خير » لمهدي البرصاوي،19 د، تونس2016″

 2015 نيرين » لجوسوا هوتز،15 د، مدغشقر-سويسرا »

2015 نحو المحبة » لآليس ديوب،  39 د، فرنسا »

قدم الحصة الطاهر الشيخاوي رئيس جمعية أرخبيل الصور، بين خلالها ما تقوم به الجمعية من عمل  في اتجاه الجيل الناشئ من السينمائيين المتوسطين وخاصة منهم القادمين من الضفة الجنوبية ونوه بالأيام السينمائية ببجاية كما شكر القائمين عليها على استضافتهم للمسات أولى. وكان ذلك أمام عدد هام من المتفرجين فاق الستين وبعد العروض دار نقاش مع الجمهور قدم فيه الطاهر الشيخاوي معلومات حول الأفلام

أما في خصوص اللقاء الصباحي فالتأم بالمسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح ودار أثناءه نقاش تعلق جزءه الأول حول نشاط أرخبيل الصور من خلال لمسات  أولى وأهداف الجمعية وآفاقها وتمحور جزءه الثاني حول كتاب سعد شكالي عضو الجمعية الذي خصصه لجان لوك غودار بحضور قرابة العشرين شخص وهو عدد مشرف بالنسبة للقاءات الصباحية

كما ساهم كعادته الطاهر الشيخاوي في تقديم عدد من الأفلام المبرمجة في المهرجان ونشط النقاشات التي تلت عرضها

حصة عرض أفلام قصيرة-لمسات أولى بسينيماتيك بجاية
لقاء صباحي بمعية سعد شكالي حول كبتابة عن جان لوك غودار بالمسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح

لمسات أولى  – الاسكندرية من 16 إلى 20 سبتمبر –  

التنظيم –

أعتمدنا فى تنظيم لمسات أولى فى الأسكندرية بالأساس على شريكنا الرئيسى مؤسسة جدران و فريقها فيما يخص التجهيزات المالية و الأدارية و اللوجيستية بحيث تستضيف وكالة بهنا – أحد المساحات الفنية التى تديرها جدران و التى تعنى بالسينما و الصور المتحركة و الفنون البصرية – ورشات النقد و مبادئ صناعة الأفلام و جزء من عروض الأفلام

بدأنا شراكة مع المركز الفرنسى فى الاسكندرية لاستضافة الجزء الأخر من عروض الأفلام و المائدة المستديرة , شراكة طموحة تبدأ من تلك الدورة و تطمح فى التعاون فى الدورات القادمة

شراكة و دعم مع شبكة صالات العربية البديلة « ناس »

التعاون مع « مركز دراسات الاسكندرية  » فيما يخص أقامة الفنانين المخرجين و القائمين على الفعالية

البرمجة  –

افتتاح الفعاليات بالمركز الثقافي الفرنسي بالاسكندرية

اتعمدت بشكل أساسى على الأنحياز الجمالى و بالتالى السياسى و الأخلاقى التى تقوم عليه فكرة و اختيارات « لمسات أولى » للتجارب السينمائية و البصرية الشابة من حوض البحر المتوسط , التى تنطلق من الذات و تحاول أن تستوعب و تفهم العالم من حولها عن طريق صور صنعت بحس تجريبى لا تفى بشروط و معايير و قياسات الصور اللامعة المصطنعة المتماسكة الرائجة سواء فى السينما التجارية و الميديا او فى المهرحانات الدولية المعروفة, صور تسعى الى أعادة التفكير و مراجعة كل ما استقر من أحكام جمالية و نقدية على مستوى الشكل و الموضوع تحديدا فى محيط عالمنا العربى

أعتمدنا فى أختياراتنا فى الأسكندرية على اختيارات « لمسات أولى » فى تونس ة التى تركز على التجارب السينمائية الشابة المعاصرة فى شمال أفريقيا

عروض الأفلام كانت على ميعادين 5 مساء فى وكالة بهنا و 8 مساء فى المركز الفرنسى بالأسكندرية

الحضور كان متنوعا و مختلفا يتراوح بين متوسط 30 مشاهد فى وكالة بهنا و مشاهد50 فى المركز الفرنسى

شارك الجمهور بتفاعلية فى النقاشات مع 4 مخرجين و فى مناقشة الأفلام عموما

ورشة النقد  –

ورشة النقد، حصّة عمل بوكالة بهنا بمعية علي العدوي وهاجر بودن

أطلقنا دعوة للمشاركة فى الورشة قبل أسبوع من بداية الفعالية

قمنا بأختيار أكثر من 10 مشاركين

نشط الورشة كل من علي العدوي وهاجر بودن والطاهر الشيخاوي

على مدار أيام الفعالية شارك المشاركون بفعالية الذين ترواحوا بين كونهم طلبة جامعة أو خريجين حديثين يحبوا السينما و مهتمين بالنقد السينمائى عن طريق مناقشة و تحليل الأفلام من وجهات نظر مختلفة كذلك شاركوا بكتابات عن أفلام الفعالية و التى سيتم تطويرها و تحريرها لكي تنشر على موقعي « ترى البحر » و « أرخبيل الصور »

المائدة المستديرة  –

المائدة المستديرة بقاعة العروض بالمركز الثقافي الفرنسي

التأمت المائدة المستديرة بقاعة العروض بالمركز الثقافي الفرنسي مع السساعة الواحدة بعد الزوال وكان عدد الحضور قرابة خمس عشر فردا وتمحورت النقاشات أساسا كما كان مقررا حول سينما بلدان المغرب العربي وبالخصوص الجزائر وتونس وما شهدته هذه البلدان من تجديد في مواضيع وطرق الاخراج. وبالرغم من قلة الحضور الذي كان منتظرا كان اهتمام الحاضرين مرتفعا جدا. نشط القاء الناقد ورئيس جمعية ارخبيل الصور الطاهر الشيخاوي بحضور الناقدة هاجر بودن.

ورشة الأخراج  –

ورشة الإخراج، حصّة عمل بوكالة بهنا

-بعد العديد من التصفيات تم الاحتفاظ بثلاثة شبان اشتغل معهم ثلاثة منشطين نينا خدا ودافيد يونغ ولوران تيفول كلهم جاؤوا أيضا لمرافقة أفلامهم المبرمجة في افعاليات. المبدأ هو اختيار مخرجين من ثقافة مختلفة عن ثقافة المشاركين الشبان حتى يكون التبادل على أكمله وشاركت انصاف ماشطة الاستاذة الجامعية والناقدة السينمائية ورئيسة جمعية مسارب في الورشة كمنسقة ومترجمة. اشتغلت المجموعة كل أيام الفعاليات حول موضوع المدينة والبورتري في ديكور داخلي لعدم امكانية الحصول على تاشيرة التصوير في المدينة حتى توصل كل واحد منهم إلى انجاج شريط قصير تم عرضهم في سهرة الاختتام. وتابع العرض نقاش نشطه أعضاء ورشة النقد وكان التبادل حيا ومفيدا جدا. سوف يقع تنزيل الافلام على اليوتوب.

 روابط أفلام ورشة الإخراج –

شخص آخر » لمحمود يوسف »

عمي علي » لخالد جمال »

مقالات ورشة النقد –

الليل يضيء الليل »: عن علاقة الغريب بالآخر »

بقلم لميس شاهين

رجل متشرد بشوارع فرنسا، كاميرا تتبعه، و ماضي مهيب يربط بين فرنسا و النيجر. يستكشف لورانت تيفول في فيلمه « الليل يضيء الليل » علاقة الأوروبي بالآخر، يتبع الرجل الأفريقي بكاميرته ولا يتجاوزه أبداً، فيبقى أغلب الوقت في وضعية المتلصص، يتابع هذا العالم الغريب من على بعد. يمزج ببراعة بين التصوير الرقمي و الفيديوهات الأرشيفية لعائلة الغريب، و يتخلل فيلمه الذي لا تتجاوز مدته ال70 دقيقة لحظات طويلة من الصّمت و التأمل لا تدري إذا كان المقصود منها منح مهلة للتفكير للمشاهد أم للشخصيات أنفسهم.
هو فيلم غريب، لا يكتفي فقط بمحاورة الرجل الغريب، بل يتبعه في الحدائق بملابسه الغير متناسقة، و بكاميرا أنالوج، فيبدو كأنما خرج من أغنية موسيقية من سبعينيات القرن الماضي، بل قد يكون هو الأخ المفقود لجيمي هندريكس شخصيا و ما كان إلا أن إكتُشف الآن. والحقيقة أن إجابات هذا الرجل على أسئلة المحاور هي أغرب من مظهره و تقنيات الفيلم مجتمعين. في بداية الفيلم يسرح وسط شوارع المدينة ليلاً، متمتماً برغبته في الزواج من أوروبية و بغضه للأفريقيات، يُتوج نفسه ملكاً للعرب ثم يشكي من حياته المقفرة، يقرر فجأة أن كل من هو غير فرنسي فهو غبي متجاهلاً تماما كونه غير فرنسي بالمرّة . لاحقا في الفيلم يظهر الرجل إعتزازه بكونه إفريقي، و اِقتناعه التام بعدم تأثير الإستعمار الفرنسي على أهل بلاده، لكن الحقيقة أن كل ما يبوح به في الساعات المتأخرة من الليل يدل على تأثره التام بالثقافة الفرنسية، بل يدل على مروره بأزمة هوية قد يكون يجهلها أو يتجاهلها.
« الليل يضيء الليل » يثير نقاشات عديدة بذهن المشاهد، و ماضي الغريب الذي يظهر بالمقاطع المصورة لحياة قبيلته يضفي المزيد من السحر و الروحانية حوله. والده هو ملك قبيلة بالنيجر، حياته البسيطة تبدو مرفهة للغاية أمام حياة الشارع التي يعيشها إبنه، تبقى أسباب ترك الإبن لوطنه و أهله مجهولة، لكنه يُوضح دراسته للعلوم السياسية بفرنسا، بالتحديد آثار الاستعمار على إفريقيا. آراؤه السياسية حادة و واثقة، على عكس أفعاله، كتاباته التي يطبعها لورانت تيفول في النهاية تظهر كمُجلد عملاق، تُشعر المشاهد بأن كاتبها أستاذ جامعي مخضرم. لكن الرجل المجهول هو من كتبها، فهو مثل روح قديمة غير معروفة المصدر، وجوده غير مُؤكد، و صدقه غير محتوم، لكنه يبقى بغرابته و تناقضه ساحر للغاية، يستلزم اِنتباه المشاهد و يطرح بعقله التساؤلات.

في الأفلام القصيرة

بقلم لميس شاهين

بروق »: حين تطغى البصريات على كل شيء »

مبهر بصرياً، هكذا يبدو فيلم كامي دوجيي ذو العشر دقائق، الفيلم يكتفي بالأبيض و الأسود و يحتوي الثلث الأول منه على مؤثرات بصرية مسرحية، بل حتى بدائية تبدو كأن أنتجها جورج ميلييس بنفسه, فالفيلم بأكمله يعطي المشاهد الاِنطباع بقدم عمره و عدم مواكبته لعصره. يظهر بطل الفيلم باللقطة الاِفتتاحية نائماً، مُسلط عليه هرم ضوئي و كأنه رؤية تُبعث له من الغيب، يحلم بحبيته الغير موجودة في مشاهد ضبابية تفقد فيها الكاميرا نقطة التركيز عاكسة ذاكرة البطل الضعيفة، و تتداخل الأجساد في لقطات مقربة تضيع بها حدود الأفراد، فلا ندري إذا كان البطل وحده أم معه حبيبته، تماماً كما ذاكرته المشتتة التي تذكر ملامحها مرة و تنساها مرات، فقليلة هي المشاهد التي تظهر بها الحبيبة بوجهها مثلها مثل البطل. يضرب البرق مع كل نقلة للكاميرا من البطل لحبيبته أو حتي لوضعية أخرى، فيبدو و كأن المونتاج يتراقص على إيقاع البرق بالخلفية.
الثلث الثاني من الفيلم هو مجموعة لقطات ثابتة لمكان مهجور بجانب البحر، خافت الأصوات و كئيب في الكثير من الأحيان، فهو مثل واقع البطل خارج أحلامه، خال و حزين. أما المقطع الثالث من الفيلم فهو شاشة سوداء خالية من الأصوات تماماً، يظهر بها الحوار شيئاً فشيئاً، مع جمل مقاطعة تصف حالة المتكلم، فيسرح المشاهد بخياله مكوناً المشهد بنفسه داخل عقله، فهذا الجزء من الفيلم بالتحديد يستكشف آفاق جديدة من الحكي البصري، يمتزج فيها دور صانع الفيلم بالمشاهد، فيرتقي عن كونه فقط المستقبل لآراء الفنان، فكأنما هذا الجزء هو قطعة فنية معاصرة تصلح للمقارنة بأعمال يوكو أونو و غيرها الكثير من رواد الفن التفاعلي.

نيرين »: حين تصبح الكاميرا عيني بطلها »

فيلم قصير لا تتجاوز مدته الخمسة عشر دقيقة، يرى المشاهد به صفحة من ذاكرة طفل صغير عمره ست سنوات، و رحلته مع والدته و إخوته من قريته الصغيرة إلي المدينة. ترتكز الكاميرا عليه لأغلب الوقت فهو بطل الصورة و عنوان الفبلم، تتبعه الكاميرا في نظرته للعالم المحيط به، فيبدو البشر عمالقة أمامه بلقطات مقربة، و تتضح قصر قامته أثناء سيرة بالمدينة المزدحمة، فلا يظهر بكادر الفيلم سوى أجساد بلا رؤوس. فالفيلم بالأساس كأنما صُور من خلال عيني نيرين المحدقتين. حتى مشاهد أمه و عمه بالسيارة، لا تظهر سوى مؤخرة رأسيهما، و يبدو بعدهما عن الكاميرا متناسق مع بعدهما عن نيرين.
هو فيلم صغير و حزين، يبث مشاعر القلق و الإرتباك التي تواجهها شخصياته للمشاهد، فحتى بكاء الأخ الرضيع يبعث بقلب المشاهد نفس كمية التوتر و الإنزعاج التي يبعثها للشخصيات المحيطة. تصويره مميز و الكثير من لقطاته تبدو و كأنها لوحة مرسومة حيوية ألونها، و يبرع جوسوا هوتز في إستخدام كاميرته و تقنياته لإيصال مشاعر الطفل بأقل حوار مُستطاع، حتى تصل براعته أوجها بالمشهد الختامي للفيلم حين تتحول الصورة لضباب غير واضح ولا مضمون تماما كمستقبل الولد، لكن رغم التخبط تظل أصوات الأطفال مسموعة فوق تتر النهاية، فربما يكون لنيرين مستقبل أكثر رحمة بعد كل شئ.

خلينا هكا خير » : خفة الصداقات الغير متوقعة »

هو الفيلم الأكثر إحترافية بالمجموعة، أو على الأقل الأكثر نمطية. روائي قصير عن علاقة صداقة غير متوقعة تنشأ بين جد و حفيده. تصوير الفيلم يميل إلى الكاميرا الثابتة على عكس الأفلام التي سبقته فأغلبها مُصور بكاميرا محمولة باليد، و يلتزم طوال فترة عرضه بنسبة السينما سكوب، فترسي هذه التقنيات التقليدية فكرة حرفية الفيلم و إتباعه للنمط التجاري أغلب الوقت، و يبقى بطل الفيلم هو الأداء الإحترافي للممثلين، و الحوار الذي تملأه نكات ذكية تضج قاعة العرض بالضحك عند سماعها.
هو فيلم خفيف على قلب المشاهد، يلقي ضوئاً إيجابياً على صورة الرجل المسن، فعلى عكس قناعات المحيطين به بعجزه، هو أذكى مما يبدو عليه. يتظاهر بالزهايمر ليقتل الملل، و يتجنب الحديث عن إبنه الذي أخطئه بطريقة لا يدريها المشاهد، و يملأ الشاشة حيوية أينما ظهر. علاقته بحفيده مميزة جداً، كلاهما يدفع الآخر نحو مستوى أعلى من التواصل الإنساني، أو على الأقل نحو نمو اِنفعالي للأفضل على مدار هذه العشرين دقيقة.

فطيمة » : دراسة شخصية يملؤها الحنين »

يفتتح الفيلم موسيقى جزائرية فولكلورية، مؤكدة لهوية الفيلم الثابتة طوال فترة عرضه، تتسلل الموسيقى الفرنسية الكلاسيكية و المعاصرة في كثير من الأحيان مع إنتقال الشخصيات من بلد لآخر و من زمن لآخر، لكن تبقى الروح الجزائرية طاغية بشدة. « فطيمة » هو فيلم وثائقي تذكار من المخرجة الشابة نينا خدة لجدتها، و هو أيضا تذكار للجزائر وطن نينا الأصلي الذي تتغنى به الجدة كثيراً. النصف الأول من الفيلم يكتفي بالمقاطع الأرشيفية للجزائر، و صوت نينا و هي تحكي تاريخ وطنها بالخلفية. بعض المقاطع تسجيلي من تصوير المستعمر، يظهر به أشخاص عابسين مستائين لإنتهاك خصوصيتهم، بعضها من نشرات الأخبار، و بعضها من أفلام احتفت بالجزائر و تاريخه.
تضع نينا لمستها الخاصة على المواد الأرشيفية، فتُسرع بعضها و تُبطأ البعض الآخر، و تتوقف عند الكثير من اللقطات محدثة صوت اِنغلاق عدسة الكاميرا، فكأنما تحاول أن تتشبث بماضيها أو على الأقل بالقليل من اللحظات المميزة منه. تستخدم أصوات من الأرشيف تنادي بإسم جدتها بلكنة فرنسية خالصة، فتعلن وصول جدتها لفرنسا، حينها تتغير نغمة الفيلم حيث يطغى التأثير الأوروبي على عالم الشخصيات، فتظهر نينا. تظهر أولاً من خلال تسجيلاتها لجدتها، ثم تظهر هي شخصياً بالكادر الأخير للفيلم, فكأن الفيلم بأكمله رحلة بحث ذاتية خالصة تحاول بها الإنتماء الى هذا الوطن الذي تواجهة بنفسها للمرة الأولى، بعيداً عن حكاوي الجدة و صور الأرشيف.

سمير في الغبار »: بين الوحشة و الجمال بجبال الأطلس »

بقلم لميس شاهين

يعود المخرج الجزائري محمد أوزين من محل إقامته بفرنسا، ليُصور حياة إبن أخته سمير على حدود البلاد. سمير يعمل بتهريب البنزين عبر الحدود المغربية على ظهر البغال. يفتتح الفيلم بوجهه المُحمّل بالهموم فيحكي قصّة مُهرِب آخر قطمت البغال رقبته فمات، يتحسس سمير رقبته بأسى، فيُرسِي نغمة الفيلم الذي يستكشف العديد من جوانب حياة سمير و رفاقه، منها جانب إصطدامهم الدائم بالطبيعة بحُكم عملهم القائم على الترحال. يحكي بالنصف الثاني من الفيلم قصّة أخرى عن مُهرِب يسير على ضوء القمر فيفقد خياله الذي يتبعه، قد تكون القصّة الثانية فولكلورية و أقرب للأساطير الشعبية لأهل المنطقة، لكنها تُثبت و بشدة خوف العاملين من الطبيعة المحيطة بهم. يتابع سمير حكاياته الآسرة و تعليقاته التي في الغالب لا تتبع إطار محدود بل تميل للدردشة، فتظهر من شخصيته طبقات بالكاد ملحوظة قد يصعب إستخراجها في إطار الحوار التقليدي أو الأسئلة المباشرة.
تصوير الفيلم أكثر من رائع, يميل إلى الإستخدام المُفرط لللقطات الثابتة و المطولة لطبيعة الجزائر الخلابة، التي أحياناً يتخللها أشخاص و عربات متحركة تبدو ضئيلة للغاية نسبة للطبيعة المحيطة بهم، عاكسة علاقة الأشخاص بهذه الجبال العملاقة و المساحات الخضراء الشاسعة، فهم حقاً صغار نسبة لبيئتهم و يجوز التعاطف مع مخاوفهم التي تبدو في كثير من الأحيان مبالغة أو غير منطقية، كما يميل أوزين إلى خلق الكادرات بداخل الكادرات، و خصوصاً عند تصوير الطبيعة، خالقا حاجزا غير ملموس بين البطل و بيئته. كذلك إستخدامه للضوء الذي يطغى عليه الضوء الطبيعي، غاية في الحرفية، يلتقط به أوقات اليوم من خلال ظلال السحاب المتراقصة، أو حتى حالة سمير أثناء الحكي، فهو ليس فقط سجين واقعه و حياته، هو أيضاً سجين الضوء، يظهر من وجهة عين و تخفى الأخرى بالظلال في مشهد جمالي من الدرجة الأولى. فقد تكون سينماتوغرافيا « سمير و التراب » هي أقوى عنصر بالفيلم، تذكر المشاهد بكادرات بعض عمالقة التصوير السينمائي، الذين تتقارب أساليبهم لأسلوب الفيلم مثل سفين نيكفيست و رون فريك و غيرهما الكثيرين.
ثاني أهم عنصر في هذا الفيلم – الملئ بالعناصر القيمة – هو المونتاج، يمزُج فيه المخرج بين حواره مع سمير الذي يبدو و كأنه صُور على مدار فترة قصيرة، مع الكثير من المشاهد الأخرى التي قد تحوي سمير أو تكتفي بصور الطبيعة، ولكن يظل حوار سمير مسموع من خلال أغلب هذه المشاهد، فكأن المخرج يرُد على كلام سمير من خلال كاميرته و صوره، أحياناً يكون جوابه الإعتراض، مثل إظهار مشاهد الطبيعة الخلابة مباشرة بعد أن أبدى سمير رأيه بعدم وجود أي مناظر طبيعية تستحق التصوير بالبلد، أو قد يكون رده مؤيداً لكلام سمير، فيُصاحب حكاياه عن القمر و الظلال بصور تظهر بالفعل القمر و الظلال. كما تضفي كادرات المساجد و لقطات الأقبية الدوارة جواً من الروحانية يستشعره المشاهد قبل أن يكتشف علاقة سمير المعقدة بالدين من خلال كلامه.
هو فيلم ساحر يظهر حياة مجموعة من الأفراد قلما تواجدوا بالأفلام. يميل بتقنياته أحياناً إلى الواقعية الخالصة مثل مشهد الحمام العربي حيث لا يلقي المصور بالاً لمُعالجة الصور فتظهر الشخصيات وسط غمامة ضبابية عملاقة، تماماً كما تراها العين على الطبيعة، و بجودة قد تكون غير إحترافية تتماشى مع النتاج المتوقع من الفيلم التسجيلي، في المقابل تظهر مشاهد السهول و الجبال موزونة جداً سواء على حد الألوان أو الإضاءة، فتمنح الإنطباع المعروف للفيلم الروائي. « سمير وسط الغبار » هو كلاً من التصنيفين، روائي و تسجيلي، لكنه لايزال خارج قالب كلاً منهما، فهو بالواقع يَرقى عن التصنيفات المقيدة لرؤية صانع العمل و التي لا تحمل أي أهمية فنية حقيقية. هو حالة إنسانية و طبيعية مبهرة نجح محمد أوزين في إلتقاطها بعفوية و براعة شديدة، لامساً مشاعر مشاهديه و مكتسبا كلاً من تعاطفهم لبشر الفيلم، و تقديرهم لجمال الصورة.

الليل و الفتى »: و ذاكرة الصحراء »

بقلم لميس شاهين

تجريبي للغاية، يصعُب وصفه، هكذا هو فيلم دافيد يون « الليل و الفتى »، فيلم يمتزج فيه السرد النمطي بالصور التجريدية، فتتلبك مشاعر المشاهد تجاهه. أي محاولة لتفسير الفيلم قد تقع في دوامة من التساؤلات والرمزية يتعجب لها أي مشاهد آخر إذا ما سمعها، فمشاهدته بمثابة تجربة شخصية للغاية، يُضفي عليها المشاهد رؤياه و أفكاره الخاصة بناءاً على ما وصله من مشاعر صانع الفيلم أولاً، وتجاربه الحياتية و أفكاره المُسبقة ثانياً. هو واحد من تلك الأفلام التي تعصى على الوصف في مراجعة مكتوبة أو حتى التحليل بمقالة أكاديمية، و يتطلب مشاهدته لتصديقه و الولوج لطبقاته المعقدة. فالفيلم يأخذ من خيال و إبداع المشاهد بقدر ما يمنحه.
صوره ممتعة للعين، و أصواته تحيط بالمشاهد من كل جانب، فالفيلم رحلة بحث ذاتية يمر بها المخرج و المشاهد يداً بيد، تتبدل فيه جماليات الصورة من الظلمة إلى النور، و الأصوات من صدى الطبيعة المخيف إلى أغاني فرح شعبية، فينال المشاهد القليل من الإرتياح، شاعراً أن كل ما خاضه لم يكن بلا هدف بالنهاية. الأجزاء الحوارية من الفيلم مليئة بالأشعار فائقة الحسية عن الحياة و الوجود والبشر، و مع صور الصحراء المحيطة بالأبطال يظهر تأثر و لو بسيط بالشعر العربي القديم. الحقيقة أن الفيلم بأكمله يظهر به سحر المنطقة و أهلها، فباستخدام الظلال و الخيال، الأضواء المشتتة و النيران، بل حتى هالة من الغموض حول الأبطال خاصة بالنصف الأول من الفيلم. تمكن دافيد يون من إلتقاط روح الصحراء بالعقل العربي، و تأثيرها على الثقافة العربية عامة، و العلاقة المعقدة بين العرب و الصحراء، التي تحوي الكثير من الشدّ والجذب، خوف من الطرقات يؤيده أصوات الرياح الموحشة، و تقدير للجمال و النجوم والقمر.
و كما أشرت مسبقا، الفيلم هو تجربة ذاتية تماما، يتوجب الإنغماس فيها كليا لاضفاء المعنى، الذي يقبل التشكل طوع خيال المشاهد كما يحلو له، و هنا يكمُن جمال الفيلم. رؤيتي الشخصية للفيلم هو أنه يمثل كل مشاعر الأزمة الوجودية، مع رؤية كابوسية للمستقبل تؤيدها بصريات الفيلم المشتتة و التي تحمل بطياتها العنف أحياناً، بل إن حتى إختيار الصراصير، ورثة الأرض، كمشهد افتتاحي لسلسلة من المقاطع التي تصور حشرات الصحراء، يؤيد الشعور بحتمية الفناء. و ربما يكمن مفتاح الفيلم بمشهد لحديث مجموعة من الرجال عن إختفاء الشمس على غير العادة، فقد يؤكد هذا المشهد، مع الخروج للنهار و المشاهد الصباحية بالنصف الثاني للفيلم، رحلة الأبطال للوصول لأرض ثابتة بعيدة عن التخبط و الخوف، وتملأها بهجة الأفراح بالمقابل.

lameesshaheen01@gmail.com

 أطلال » : الواقع بين السينما والكيتش »

بقلم مهاب ماهر

يجلس مجموعة من البشر داخل كهف مظلم ولا يرون الا اشكالا و اشباحا على جدران الكهف معتقدين أنها الحقيقة التي لا شكّ فيها. و من ناحية أخرى يجلس مجموعة من الناس داخل قاعة مظلمة يشاهدون صور مضاءة منتقاة لتكون الواقع. تلك المقابلة اوالمماثلة الشهيرة بين كهف أفلاطون والسينما سنحاول سبرها من خلال الكلمات القادمة.
لم يكن كهف افلاطون الا تمييزا يين عالم المحسوسات و المثل، الزيف والحقيقة. فما تراه داخل كهف افلاطون ما هو الا ظلال الواقع والمقابلة بين الصورتين تقول إن السينما ليست الا تهويمات و اشباح للحقيقة ولا علاقة لها بالواقع في شيء، و لكن السينما المستقلة تجعلنا نتساءل حول مدى صلاحية تلك المقابلة -السينما وكهف افلاطون-. هذه السينما بكسرها لكل ما هو معتاد و عدم تقيدها بحدود التعريفات والصور المألوفة أنتجت لنا افلاما جد مختلفة ومميزة تتحدى بذلك مماثلة افلاطون والسينما. وعلى الرغم من أن الكاميرا في السينما تعتمد على الايهام والخداع البصري الا انه الى أي مدى هي قادرة على مماثلة الواقع ورصده. السينما المستقلة هي كأي عمل فني ابداعي يجب على صاحبها ان ينقل جزء من ذاتيته للمشاهد وأن ينقل تجربته مع الحدث حتي يبتعد عن الصور التقليدية والكليشيهات. من هذه الزاوية فيما ارى تتحدى السينما المستقلة مماثلة السينما وافلاطون. مثال على ذلك فيلم « أطلال ». « أطلال » فيلم جزائري فرنسي يروي لنا أحداثا عن سنوات الإرهاب في الجزائر فترة العشرية السوداء. على عكس الصور النمطية ﻷي فاجعة لا يبتدأ الفيلم ولا يهتم بصور الثكلى و المكلومين و الضحايا والصراخ و العويل بل عوضا عن ذلك ساءل الزمان والمكان عن الحدث. ابتدأ بلقطات قديمة لمبان مدمرة في تلك الفترة و تعمّد اتخاذ لقطات بطيئة يهدف منها اشراك المشاهد وكأنه يدعوه لمشاركته اللحظة ويقول له تأمل معي عسى أن ترى معي الحياة وسط الموت والبهجة وسط الحزن، فها هي الأرض تقيء ما بأحشائها و اتلفت جلّ المحاصيل والمزروع والتم حولها جياع الأرض يرثون حالتها المجدبة. وفي مقابل تلك المباني المدمرة يعرض صور لمباني شبه مكتملة لكن لا طعم ولا لون ولا رائحة لها. لم تكن وتيرة تلك المشاهد أسرع من سابقتها وكأنه يريد بذلك أن يذكر الأحياء منهم بمن سكن الديار. ابتدأ الفيلم بلحظات صمت مهيبة رافقتها بعض الصور للخراب والدمار الذي لحق بالأرض والزرع و تعقبها مباشرة صور لمبان شبه مكتملة تنعى حياة ولت وماضيا فات وكأنه من فرط الكلام لاذ بالصمت، فوطأة الحدث تغنيك عن أي بيان . ينتصف الفيلم وتنحل عقدة اللسان ويأتي برواية لجيلين مختلفين. الجيل الأول جيل الآباء جيل من المزارعين تربي على حبّ الارض والوطن وفي خضم حرب التحرير الجزائرية و خطابات القومية العربية الحنجورية. رغم كل هذا لم نشعرأمام الرجل الكبير الا باليأس و توقف الزمن وسط حديثه عن العائلة والارض والوطن لم يعد يريد من الحياة شيئا ولا ينتظر منها شيئا فكل شيء تحطّم في نزوة فاجرة. وكأن من مات منهم نجا. أما الجيل الثاني، جيل الأبناء، فكان ساخطا متمردا يتحين الفرصة للسفر. جيل لا يرث من وطنه الا الهموم فلا حديث عن الانتماء. ينتهي الفيلم بعد أن رسم لنا جزائر الحرب الأهلية وما بعدها. وفي النهاية أعتقد أن فيلم « أطلال » يتحدى الصورة التقليدية عن السينما وعالمها الفوقي الذي يشابه ظلال الحقيقة في كهف أفلاطون ويطرح الواقع بعيون أصحابه.

mohabmaher2018@yahoo.com

سمير وسط الغبار

« رحلة روح « متقلقة

بقلم يارا شاهين

في تلك المنطقة البعيدة في غرب الجزائر علي الحدود مع المغرب يعيش سمير بطل فيلم محمد أوزين « سمير وسط لغبار » .  يتعجب سمير الذي يواجه اكتائبه بعد أن بلغ قرابة الخامسة والثلاثين عاما في تلك المنطقة النائية بلا فرص ولا طموح ولا آفاق للحياة، يتعجب من إصرار أوزين علي تقديم فيلمه الأول عن كل هذا الفراغ الموحش …عن هذه الأرض الواسعة وكل هذا الغبار

لكن أوزين يردّ علي هذا التساؤل الإستنكاري بمشاهد واسعة ممتتابعة تعكس جمالا ساحرا لتلك المنطقة. في كادراتها الخارجية الكاميرا مفتوحة علي اتساعها و ثابتة، فتتشبع أعين المشاهدين بكل الجمال الذي رآه أوزين علي الرغم من بغض سمير له. تتثبت الكاميرا ثم تدخل الحركة داخل الكادرشيئا فشيئا، فيظهر سمير من بعيد، أو يظهر حماره أو حتي السحب تتحرك فجأة، فهذا الفراغ الواسع وتلك الطبيعة تتملك المشهد وتسيطر عليه ويصبح كلّ عابر نقطةً صغيرة لا تستطيع الظهور أو التعبير عن ذاتها في وسط سطوة تلك الجبال . أما عندما يتحدث سمير عن شعوره و طموحاته وإحباطه فتصبح الكادرات ضيقة مثبتة علي وجهه و كأنها تنفذ إلي روحه وربما هكذا يري سمير نفسه داخل هذه المنطقة الجبلية شديدة الجمال، محبوسا داخل ذاته فلا يري ما حوله

يواجه سمير اكتئابه وإحباطه بشجاعة كبيرة، يبدأ بالأطباء أولا الذين يصرون على أنه سليم معافى، بما فيهم الطبيب النفسي ذاته ثم يقرر أن يبدأ رحلة علاج روحي شعبي بالروقية والحجامة، يحتمي بصلاته الذي يواظب عليها في المسجد أو بيته بل في عرض البحر، يظهرعلي خلفية شريط الصوت نداءُ الآذان يغلف المكان وحياة سمير. يخشى سمير ورفاقه الذين يعبرون الحدود بين الجزائر والمغرب لتهريب البنزين منطقةَ أعلى الجبل في وسط الطريق، يصرون على أنها تصبح ليلا مقرا للأشباح ولذا يفضلون أن يقوموا برحلتهم صباحا رغم مخاطر حرس الحدود و الأمن عن أن يقوموا بها ليلا وأن يخاطروا بدخول مقرّ الأشباح الأكثر خطرا

رغم حديث سمير المستمر عن شعوره  » بالتقلق«  وهو المصطلح الشمال الإفريقي الذي يعني الضيق الشديد، يتسرب لي إحساس بإن سمير يعلم داءه و دواءه جيدا، و أن انتقاله بين العلم والخرافة و بين الطب والوصفات الشعبية، بين العلاج النفسي والحجامة كلّها مجرد آليات للتعايش مع واقعه، أو ربما للهروب من مواجهة سؤاله الحقيقي. في الثلث الأخير من الفيلم يتحقق حدسي، فتبدأ أسباب « تقلق » سميروضيقه البسيطة والمنطقية جدا في التكشف : حبيبة صعبة المنال، تظهر في كادر صغير غير واضح و كأن سمير يتلصص عليها من بعيد، لتعكس حبا مستحيلا إذ سيرفض أبوها أن يزوجها من رجل مثل سمير يعمل بالتهريب. وعندما ينطلق في رحلة إلي البحرالمتوسط لتصبح أسبانيا قريبة فتتراءى له أنوارها على الشاطيء الأخر من بعيد، يظهر سمير أخر، مرح، سعيد، منطلق، يرقص مع أغنية إديت بياف وكأنه يريد أن يذوب هو الأخر وسط الحشود التي تتحدث عنها بياف في أغنيتها عن حبيبها التي ذابت معه وسطها

 في مشهد نهاية بديع يقدم أوزين تحية إلي المكان الذي أتي منه، وأتت منه أسرته وتحديدا أبوه من سنوات عديدة، يقدم صورا لوجوه أبناء المنطقة، في تتابع شديد الرقة يتناقض مع مشاهد الفيلم السابقة التي تسيطر فيها الطبيعة علي الصورة والكادرات، يظهر البشر مرة أخري إلي موقع السلطة في الكادر مواجهة سطوة الطبيعة التي سيطرت علي معظم مشاهد الفيلم .يحيي أوزين ربما رحلاتهم في مواجهة تلك المنطقة الموحشة الجمال، تلك الرحلات التي ربما تختلف عن رحلته هو مع إكتائبه و تقلقه …..عن إنكاره و آليات تعايشه و دفاعه عن ذاته و روحه المرهقة، لكنها تتشابه جميعا في شجاعتها و صمودها.  

 أيام السينما التونيسة بتولوز من 13 إلى 15 أكتوبر 2017

ساهمت جمعية ارخبيل الصور مساهمة فعالة في تنظيم هذه الفعاليات الخاصة بالسينما التونسية الراهنة. وقد صدرت المبادرة عن جمعيتين تشتغلان بمدينة تولوز الفرنسية وهي « مواطنو الضفتين’ و »ياسمين تونس الحرية والديمقراطية » بالتعاون مع قاعة الريو التونسية. دامت الفعاليات ثلاثة أيام وكلفت جمعية أرخبيل الصور ببرمجتها.عرضت الأفلام بقاعة آب س بمدينة تولوز التي احتضنت الحدث. خمسة أفلام طويلة وهي

على حلة عيني » لليلي بوزيد »

آخر واحد فينا » لعلاء الدين سليم »

جسد غريب » لرجاء عماري »

بدون « 2 لجيلاني سعدي »

زينب تكره الثلج » لكوثر بن هنية »

 تمت العروض بحضور مخرجيها باستثناء ليلي بوزيد وكوثر بن هنية التان اعتذرتا على المجيئ لأسباب مهنية، اما آخر واحد فينا فمثله أحد منتجيه وهوشوقي كنيس ونشط الطاهر الشيخاوي رئيس الجمعية كافة الحصص. دار نقاش كل فيلم على حدة بعد عرضه بطبيعة الحال  ولكن سعينا إلى أن نتقدم  بالحوار من فيلم إلى فيلم نحو تعريف أشمل بالسينما التونسية وما شهدته من تجديد  خلال السنوات الأخيرة وخاصة منذ ثورة 14 جانفي، لذلك تم اختيار هذه الأعمال لما تمثله من تنوع. كان اهتمام الحاضرين متميزا بالرغم من ضعف الإقبال النسبي (اذ كنا ننتظر عددا أكبر من المشاهدين ولكن نقص الأمكانيات جعلت عملية التواصل أقبل مما يجب أن تكون عليه)

 وفضلا عن العروض ونقاشها تم مساء يوم السبت تنظيم لقاء في بهو قاعة السينما التي زينت جدرانها بمجموعة من الآفيشات لأفلام تونسية.  نشط النقاش الطاهر الشيخاوي بحضور الجيلاني السعدي وشوقي كنيس ويسر القاسمي وهي سينمائية تونسية شابة اخرجت بمعية ماورو مازوكي – وكان حاضرا أيضا – شريطا  جميلا ومدهشا « لانز أرغب في أن أكون  مجنونا مجنونا إلى غاية الجنون »، شريط كنا نتمنى عرضه ولكن نظام توقيت القاعة لم يكن يسمح بذلك لطول العمل الذي يتجاوز الست ساعات. دار النقاش حول مواضيع الأفلام ولكن تركز أساسا على الجماليات الجديدة ومختلف أنماط الإنتاج الذي شهدتها  الساحة السينمائية التونسية، وكانت مساهمة شوقي كنيس مفيدة جدا باعتباره منتجا مستقلا يشتغل على هامش النظام المؤسساتي وكذلك الشان . بالنسبة للجيلاني السعدي الذي ما فتئ ينتج أفلامه لوحده. نقاش ثري دام أكثر من ساعتين

بعد انتهاء الفعاليات تم تقييمها مع المنظمين المحليين وخاصة رفيق بن عمر، سجلنا خلالها رغبة في تطوير اللقاء باعتباره حديث العهد وكان اقتراحنا ألا  يبقى منغلقا في حلقة جيو سياسية محدودة وأن يحتل رقعة سينمائية أوسع وأن يستمر حتى يصبح موعدا هاما في مدينة تولوز

« مع الجيلاني السعدي بعد عرض « بدون2
« مع رجاء العماري بعد عرض « جسد غريب
« نقاش مع الجمهور بعد عرض « جسد غريب
لقاء حول السينما التونسية بقاعة أ ب س

السينما والسياسة – منزل بورقيبة (تونس) من 28 إلى 30 أكتوبر –

نظمت التظاهرة جمعية مسارب شريكنا الأساسي هذه السنة في تونس بالتعاون مع جمعية نشاز ونادي السينما بمنزل بورقيبة و جمعية بناء ثقافة المواطنة بمنزل بورقيبة ودار الشباب بتينجة

إن ما يفسر اختيار موضوع الفعاليات هو التقليد النضالي لدى الجمعيات الناشطة في الميدان الثقافي في مدينة عمالية تحتظن مهرجانا للفيلم العمالي يشرف عليه نادي السينما هناك. وكان هدفنا هو التفكير سويا في السينما كفعل سياسي من خلال برمجة عدد من الأفلام التي تحمل بصفة مباشرة أو غير مباشرة بعدا سياسيا. والوقوف على الإنعكاسات المختلفة للجانب السياسي في السينما وأنماط تمظهره في عديد مستويات الفيلم شكلا ومضمونا.

ولكن لم يقتصر السياسي في رأينا على التفكير في مضامين الافلام وتمظهراته المختلفة ولكن تمثل أيضا في الممارسة نفسها وبالتحديد عبر البعد التشاركي لعملنا، فإلى جانب العروض والنقاشات نظمنا ورشتين واحدة في الإخراج والثانية في تحليل الأفلام والنق السينمائي

:فتظمنت فعاليات الدورة ثلاثة محاور

أولا العروض المشفوعة بنقاشات أدارها نقاد (انصاف ماشطة وهاجر بودن والطاهر الشيخاوي وامنة قلالي) وذلك بحساب عرضين اثنين في اليوم

ثانيا ورشة تحليل أفلام ونقد أدارها كل من هاجر بودن والطاهر الشيخاوي وآمنة قلالي وتمثلت الورشة في التعمق في اشكالية السياسي في السينما اعتمادا على مقتطفات من الافلام العروضة في قاعة المتروبول واعانة المشاركين وعددهم ثمانية على كتابة مقالات عن الافلام

حصّة عمل لورشة النقد بدار الشباب تينجة

ثالثا ورشة اخراج أدارتها المخرجة سمية علاقي باعانة فخر الدين العمري الذي تدخل في المونطاج، وكان محور الورشة الحياة العامة من منظور شخصي وكان عدد المستفيدين ستة بعضهم من منزل بورقيبة والبعض الآخر من تينجة

حصّة عمل لورشة الإخراج بدار الشباب بتينجة

Les films de l’atelier de réalisation :        أفلام ورشة الإخراج

D’un mur à l’autre
من حيط الحيك

Naziha
نزيهة

   مهرجان سينماءات افريقيا بآبت (فرنسا) من 10 إلى 17 نوفمبر –

2017 لجان التحكيم وأعضاء جريدة المهرجان

كما كان الشأن في السنة المنقضية،  ساهمت جمعية أرخبيل الصور في فعاليات مهرجان سينماءات إفريقيا  بمدينة آبت الفرنسية وذلك قبل المهرجان وأثناءه. فنشط الطاهر الشيخاوي خلال أربعة دورات سبقت المهرجان ورشة تكوينية لتأهيل أعضاء لجان التحكيم  وفريق من محرري مجلة المهرجان المتكونة كلها من تلاميذ معهد المدينة. تمثلت الورشة في عروض أشرطة قصيرة ومناقشتها والتدريب على كيفية تقييم الأفلام بالنسبة إلى أعضاء لجان التحكيم وقراءة الأفلام والكتابة عنها بالنسبة لأعضاء تحرير المجلة. وتابع أعمال فريق مجلة المهرجان حتى التحرير النهائي للمقالات ونشرها.  كما تدخل أثناء المهرجان من خلال تقديمه لعدد من الأفلام وتنشيط حصص النقاش التي تلت العروض. وكان الأمر كذلك بالنسبة لهاجر بودن التي قدمت بدورها عددا من الأفلام ونشطت أيضا حصص النقاش. وساهمت الجمعية كذلك باقتراح شريط  آخر واحد فينا لعلاء الدين سليم في اطار بطاقة الآستضافة التي منحتها إياها إدارة مهرجان آبت.

هاجر بودن في نقاش « أطلال » بمعية جمال كركار
تنشيط حصة عرض أفلام قصيرة

: روابط النشرية

gazette-1-web

gazette-2-web

gazette-3-web

لمسات أولى بيروت من 27 نوفمبر إلى 2 ديسمبر –

كانت دورة بيروت مبرمجة منذ بداية المشروع أي منذ أواخر 2015 وذلك لسبب واضح وهو حرصنا على ضمان حدّ أدنى من التوازن بين شرق وغرب جنوب المتوسط. وبطبيعة الحال ليس في الأمر أي حساب جيو استراتيجي، ولكن كان ذلك رغبة منا في المساهمة في ارساء أو تدعيم ما يمكن أن يربط الشباب القادم من المغرب بشباب الشرق الأوسط. من هنا جاءت فكرتنا الأولى في ادراج أربعة بلدان أي تونس والجزائر من ناحية ومصر وبيروت من ناحية أخرى. ولكن كانت تخوفاتنا قوية بالنسبة للبنان نظرا لصعوبة ايجاد شريك يمكن أن يسهّل لنا الولوج للساحة الشبابية كما هو الأمر في مصر مع جدران أو في تونس مع نشاز ثم مع مسارب

.ولكن رغم وعينا بذلك، أقدمنا على المغامرة، ويجب الاعتراف بان نجاحنا كان نسبيا

اخترنا المخرجة ميريام الحاج كطرف في العملية، والتي أكدت لنا مرات عديدة رغبتها في المساهمة في تنظيم الدورة، ولا بد من الاقرار بأنها قامت بمجهودات كبيرة في هذا السبيل، ولو أننا اخترنا دائما التعامل مع نقاد أو ناشطين في جمعيات. مع التذكير أن ميريام الحاج من المخرجين الذين اخترنا أعمالهم (هدنة فيقضية الحال) منذ 2016 ضمن دورتنا الأولي في تونس

ومن هنا جاءت اكاديمية الفنون آلبا. ثم قمنا نحن بمساع تجاه ميتروبوليس للمشاركة كقاعة عروض وكان ْالأمر طبيعيا بالنسبة إلينا بالنظر إلى قيمة الفضاء

التحضيرات

كان من المقرر ان تلتئم الدورة في الربيع ولكن جدول الدروس حال دون ذلك نظرا للاشغال التي كانت مبرمجة في الاكاديمية، فتم ارجاء الدورة الى شهر جوان ثم تأجلت مرة أخرى لنفس الأسباب إلى أن تم الاتفاق على آخر شهر نوفمبر وبداية شهر ديسمبر وهي في ا لواقع فترة صعبة جدّا نظرا لكثرة التظاهرات ومضنية بالنسبة إلينا

الدعاية والتواصل

ضروري الاعتراف أننا لم نكن في مستوى الحدث من حيث ما كان يجب القيام به تجاه الجمهور وهذا أمر لا بد تداركه مستقبلا

التحضيرات وتعليق الافيشات في شوارع بيروت
التحضيرات وتعليق الافيشات في شوارع بيروت

البرمجة

إن أهم شيء يجب ذكره في هذا الخصوص هو أن الآكاديمية طلبت منا برمجة أفلام وثائقيةلأسباب تتعلق ببرنامج الطلبة وهو في الواقع معيار لا يدخل في شبكة برمجتنا، ولكن تفاعلنا ايجابيا وبسرعة وربما كان علينا مناقشة هذا الامر، وربما كان أيضا من الأجدر بنا التشاور مع قاعة ميتروبوليس لاختيار أفلام يمكن أن تتماشى .أكثر مع نواميس القاعة وعادات الجمهور

ثم مع الأسف طرء عائق آخر وهو محدودية الفترة التي وفرتها لنا قاعة متروبوليس بسبب كثافة البرمجة وتعهداتها السابقة، ولكن لا بد من الاعتراف بان ادارة القاعة وفرت لنا كل الظروف التقنية والتسهيلات للقيام بعملنا، وهذا لا بد ان يذكر وتشكر عليه هانية مروة

تقديم الأفلام ونقاشها بقاعة ميتروبوليس

الورشة

ان أهم نقص في الدورة هو بالتأكيد غياب ورشة الإخراج لاننا نعتقد منذ انطلاقة البرنامج، وكل تجاربنا السابقة تؤكد ذلك، أن ورشة الاخراج من أهم فعاليات لمسات أولى، والواقع أننا تفاجأنا في آخر لحظة أن برنامج الدروس لن يسمح بذلك. من هنا جاء قرارنا بتقليص عدد المخرجين المشاركين خاصة و أننا لم نكن متأكدين من وفود عدد كبير من الطلبة على العروض ، ويجب هنا ذكر الاعتذارات المتكررة لصديقتنا ميريام الحاج في هذا الصدد والتي لم تكن بطبيعة الحال لها القدرة على التأثير على القرار

ولكن توصلنا الى تنظيم ورشة نقد ساهم في تنشيطها لمين عمار خوجة الذي اخترنا ان يرافقني في تنشيطها إلى جانب تقديمه لشريطه ومشاركته ايضا في النقاشات الاخرى للافلام وفي كل جوانب العمل حتى في تعليق الافيشات كما تظهر الصور ذلك. وبالرغم من قلة النصوص المكتوبة كانت الورشة في غاية الأهمية

ويجب القول أن مجهودات كبيرة سخرت لنا من طرف مسييري الاكاديمية لانجاح الورشة

ورشة النقد بأكاديمية الفنون آلبا

اقبال الجمهور

كان ضعيفا بالمقارنة مع دوراتنا السابقة ولكن كل من تحدثنا اليهم أكدوا لنا أن الأمر منتظر لصعوبة برمجة هذه النوعية من الأفلام في السياق البيروتي خاصة وأن الأفلام كانت وثائقية وعربية

على كل حال بالرغم من حرصنا الشديد على جلب أكثر ما يمكن من الجمهور فإن طبيعة نشاطنا لا يستهوي عددا كبيرا من المشاهدين، ونحن نعلم ذلك وغايتنا ليست العدد مهما تكلف الأمر بقدر ماهو نوعية المشاهدين

اللقاءات الجانبية

لا بد من التأكيد على أن من بين ميزات هذه الدورة هو الاتصالات التي قمنا بها والتي كانت في غاية من الاهمية وأولها لقاءنا بادارة آفاق وكان ذلك بالنسبة إلينا حاسما في تقييمنا لعملنا

ثم لقاءنا مع غسان سلهب كان مهما لما قدمه لنا من معلومات حول السياق العام في لبنان، كما كان لقاءنا مع فضاء دواوين مفيدا جدا لما يمثله هذا المكان من أهمية

كل ذلك يجعلنا التفكير بجدية في تعديل نشاطنا المستقبلي في لبنان

الخلاصة

لم تكن الدورة في المستوى المطلوب هذا أمر متاكد ولكنا كانت في غاية من الأهمية لأنها مكنتنا من معرفة الأرضية وساهمت في احاطتنا بما يجب علينا القيام به مستقبلا خاصة في توسيع شبكة شركائنا والتفكير في التوجه إلى مدن أخرى شمالا وجنوبا

                                   ورشة النقد مقال كريستين صافي

« Bla Cinéma » de Lamine Ammar-Khodja

La réalité a gagné à Alger ?

Par Christine Safi

Le film commence sur le réalisateur, dans la salle de cinéma, seul, face à face avec le film Tahia Ya Didou de Zinet. Sur l’écran, on voit un enfant qui descend les escaliers.
Dans la scène suivante, le réalisateur descend les mêmes escaliers, sur le même rythme, portant un casque et un micro à la main.
Une renaissance du cinéma Algérien ?
On le suit dans une rue populaire où la vie bat son plein et la contradiction entre l’intérieur de la salle et la rue nous frappe instantanément. On passe du noir, silence et solitude jusqu’à la lumière, les couleurs, la foule et le brouhaha dans la rue.

Dans les toutes premières conversations que Ammar-Khodja engage avec les personnes rencontrées au hasard, a priori, les personnes parlent du passé de cette salle de cinéma dans le centre d’Alger. Certaines même disent que le cinéma est pour l’ancienne génération est que la langue arabe est faite pour un discours; que c’est bizarre d’écouter l’arabe dialectal dans un film.
Ensuite, des personnes affirment ne plus venir au cinéma mais étant jeunes elles venaient pour flirter parce que personne ne voit rien dans le noir.
Une femme d’âge mûr dit même être plus attirée par les séries turques et leurs personnages avec lesquelles elle trouve plus d’affinités.
Plus le film avance plus on découvre que le cinéma n’a vraiment plus de rôle dans leur quotidien : il n’est plus qu’un site historique presque, sans plus. Les conversations se font de moins en moins sur le cinéma et plus sur leurs vies et leurs quotidiens.

On voit un homme assis sur le bord de la route, du côté de la salle de cinéma, regardant les femmes sur la place et disant qu’il aimerait au moins qu’on le prenne en photo avec une femme tout de même mais il reste assis à les regarder.
On se dissocie de la réalité pour un moment ; la musique, la seule fois où elle n’est pas diégétique, monte en crescendo petit à petit pendant que les images s’accélèrent.
Comme si c’était la salle qui observait les gens et le temps passer sans que personne ne daigne y entrer.

La dernière conversation à l’écran est celle d’une fille qui, à 18 ans, a perdu toutes ses illusions quand elle a perdu sa maison. Elle parle de voyage et de culture et rêve d’un futur qu’elle n’a vu que dans les films et dont elle sait qu’il ne se réalisera pas.

On comprend bientôt pourquoi : sur la scène de la salle de cinéma, un groupe d’enfants récitent des vers soit disant subjectifs, en arabe soutenu, sur la patrie, la langue arabe et la religion musulmane. Ils sont debout devant l’écran de cinéma qu’on ne voit presque pas d’ailleurs.
C’est comme si leur identité leur était inculquée depuis l’enfance, une identité où le cinéma n’a pas de place.

Le film se termine sur quelques hommes, qu’on ne voit pas mais qu’on entend, qui lèvent l’écran et une femme qui nettoie près de la porte au fond de la salle.
En contre-champ, le réalisateur est toujours seul dans la salle. Il disparaît dans le noir. On voit toujours la salle dans la pénombre et derrière lui la silhouette de la femme qui nettoie dans la lumière blanche rappelant l’écran de cinéma. L’image et le son disparaissent à leurs tours, à tour de rôle.

C’est la seule séquence champ contre champ dans le film et elle se passe dans la salle de cinéma. A l’extérieur, où se passe l’essentiel du film, les plans sont plus spontanés, moins construits. La caméra se balade dans la rue avec l’équipe et le spectateur et s’arrête pour dialoguer avec les passants.

La réalité a gagné à Alger.
Sur le film de Zinet, le temps s’est arrêté.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page